|

٠٠  المتقاعد بين الاستيطان والعودة ٠٠

الكاتب : الحدث 2022-03-25 12:16:43

 

ينشأ الفتى في بيئة حضنها الأب والأم والأخ والأخت والأقارب والأصدقاء ويرى فيهم الحياة حاضرها ومستقبلها وما أن يبحث عن عمل ويوفق بعون الله تعالى وغالبًا ما يكون الحصول على العمل خارج بيئته والقليل من يجد عملا ً في محيط بيئته والأمثلة على ذلك كثيرة !!

قد يجد الفتى عملا ً في الشمال وهو من الجنوب كذلك العكس وقد يجد الفتى عملا ً في الغرب وهو من الشرق وهكذا 
وما أن يجد الفتى  حتى يسعى جاهدا للحفاظ عليه !! 

من الطبيعي أن كل مكان له طبيعة مختلفة ويوماً بعد يوم يتأقلم الفتى في عمله و يأخذ الكثير من طبيعة المكان وطبيعة قاطنيه وتسير به الأيام حتى توصله إلى مرحلة التقاعد !! 

هنا يشعر الفتى أنه قد استغرق سنوات وسنوات في هذا المكان وقد غلب عليه طابع أهل المكان ويرى العودة والاستقرار في مسقط الرأس غير مناسبة لما قد أجرى عليه الزمن من تغييرات وبما يربطه في مكان عمله من ارتباط أسري أو اجتماعي أو اقتصادي وغير ذلك من الارتباطات 
لذا يفضل البقاء والاستيطان في بيئة محيط عمله !! 

رأينا ذلك جليا ً إبان عملنا وتعلمنا أن البيئة التي ينشأ فيها الفتى ليس هي التي تكون هناء ً وسعادة له بقدر ما يحمل لها من ذكرى جميلة في حياته !! 

يولد الفتى في مكان ويعمل في مكان آخر وقد يموت في مكان آخر عنهما هذه سنة الله في خلقه !! 

أكثر الأماكن في الوطن العربي وربما في العالم بأسره قامت حضارتها  على سواعد غير سواعد أهلها إلا القليل ولنا 
في الحاضر المعاصر خير شاهد وما الوطن العربي إلا جزء 
من حضارة اليوم !!

الرزق بيد الله وسر من أسراره لا أحد من البشر ان  يستطيع تحديد مكان رزقه وقوت يومه ولا حتى  مقر إقامته
 ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير من حال ٍ إلى حال !! 

           ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠